
الدارونية و نظرية التطور Darwinism
تعريفها و خصائصها :

و من هنا يمكن القول أن داروين لم يكن هو أول من بحث أصل الأنواع، "فإن لامارك عالم البيولوجيا الفرنسي هو أول من قدم تفسير كامل للتطور، و قد نشر مفهومه ذلك في نفس العام الذي و لد فيه داروين، و كان لامارك أول بيولوجي يُكوّن حالة مقنعة لفكرة أن الحفريات هي بقايا حيوانات مندثرة، و ليست كما قال البعض حجارة صيغت مصادفة كتقليد لأشكال الكائنات الحية، كما قدم لا مارك تصورا بسيطا يفيد أن الكائنات في كفاحها للتكيف مع البيئة تكتسب صفات تنتقل وراثيا إلى نسلها، و أشار إلى طول عنق الزرافة كمثال على ذلك بل لم يكن اهتمام داروين بهذه النظرية مجرد صدفة، بل كان علم البيولوجيا ميراثا أسرياً "لأن جد داروين قد بحث في هذا الموضوع.( و كان غوته) الأديب الألماني مهتم بها أيضا، و كان هناك حوار بين( كوفييه) الذي يقول بثبات الأحياء، و سانت هيلير الذي يقول بتحولها " و داروين نفسه قد سلم بأن نظرية الانتقاء الطبيعي كانت قد اقترحت بواسطة آخرين قبله، إلا أن إسهام داروين كان في عرض أفكاره بفاعلية أكبر، معتمدا على البيانات العلمية التي جمعت بدقة، و التي لم تترك مجالا واسعا لمعارضيها، و يقول البيولوجي (جوليان هاكسلي): لقد أثر داروين في أكبر الثورات جميعا في فكر الإنسان، أكثر من أفكار إينشتاين و فرويد، و حتى نيوتن، عن طريق تأسيس حقيقة التطور العضوي، و اكتشاف الوسيلة في نفس الوقت
و
نظرا لأن داروين وضع نظريته في وقت كانت فيه بعض قوانين الوراثة لم تكتشف بعد منها قوانين جورج مندلGregor
Johann Mendel)" فقد ظهرت الدارونية الجديدة modern Darwinism على يد مجموعة من علماء وراثة المجتمعات
الذين أنشأوا نظرية شاملة جديدة جمعت بين علوم وراثة المجتمعات و الحفريات و
الأجنة و التصنيف و لقد ربط علم وراثة المجتمعات بين الانتقاء الطبيعي لداروين و
مبادئ الوراثة الحديثة مبينا أن التطور هو تغيير في التكوين الجيني للمجتمعات و يحدث
ذلك حين يتعرض المجتمع لضغط بيئي أو تغيرات في الوسط الفيزيائي و الحيوي و
لذلك أصبحت التفاعلات بين المجتمع و الوسط هي الفكرة السائدة لنظرية التطور
التكوينية الحديثة